روائع مختارة | روضة الدعاة | الدعاة.. أئمة وأعلام | محمد بن القاسم الثقافى...القائد الذى احزن موته الاعداء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > الدعاة.. أئمة وأعلام > محمد بن القاسم الثقافى...القائد الذى احزن موته الاعداء


  محمد بن القاسم الثقافى...القائد الذى احزن موته الاعداء
     عدد مرات المشاهدة: 3178        عدد مرات الإرسال: 0

هو من اصغر قادة الاسلام عمراً تولى القيادة عندما بلغ الـ 17 عاما و ينسب إليه فتح مدينة سند -باكستان حالياً- فى عام 90 هجرياً وكاد يصل إلى فتح الهند ولكن القدر لم يعطيه ذلك، بإستدعاء الخليفة له وتعذيبه إنتقاماً لأعمال عمه حجاج الثقافى...

محمد بن القاسم الثقفي قائد أحد جيوش الفتح ومشهور بكونه فاتح بلاد السند، كان والد القاسم الثقفي واليا على البصرة ووالده هو ابن عم الحجاج بن يوسف الثقفي.

¤ اسمه ونسبه:

هومحمد بن القاسم بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف، الثقفي.

¤ نشـــأته:

ولد سنة 72هـ بمدينة الطائف في أسرة معروفة، فقد كان جده محمد بن الحكم من كبار الثقفين، وفي سنة 75هـ صار الحجاج بن يوسف الثقفي والياً عامًّا على العراق والولايات الشرقية التابعة للدولة الأموية في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان، فعيَّن الحجاج عمَّه القاسم واليًّا على مدينة البصرة، فإنتقل الطفل محمد بن القاسم إلى البصرة، حيث يحكمها والده، ثم بنى الحجاج مدينة واسط التي صارت معسكرًا لجنده الذين يعتمد عليهم في الحروب، وإمتلأت بسكانها الجدد وقوم الحجاج، وفي هذه المدينة وغيرها من العراق نشأ وترعرع محمد بن القاسم وتدرب على الجندية، حتى أصبح من القادة المعروفين وهو لم يتجاوز بعد 17 عامًا من العمر.

¤ فتحه لبلاد السند:

حدث في سنة 88هـ أن سفينة عربية كانت قادمة من جزيرة الياقوت -بلاد سيلان- عليها نساء مسلمات، وقد مات آباؤهنَّ ولم يبق لهنَّ راعٍ هناك، فقررن السفر للإقامة في العراق، ورأى ملك سيلان في ذلك فرصة للتقرب إلى العرب فوافق على سفرهنَّ، بل حمل السفينة بهدايا إلى الحجاج والخليفة الوليد بن عبد الملك، وبينما كانت السفينة في طريقها إلى البصرة مارة بميناء الديبل ببلاد السند، خرج قراصنة من السند وإستولوا عليها، وعندئذ كتب الحجاج إلى ملك السند يطلب منه الإفراج عن النساء المسلمات والسفينة، ولكنه إعتذر عن ذلك بحجة أن الذين خطفوا السفينة لصوص لا يقدر عليهم، فبعث الحجاج حملتين على الديبل، الأولى بقيادة عبيد الله بن نبهان السلمي، والثانية بقيادة بديل البجلي، ولكن الحملتين فشلتا، بل قتل القائدان على يد جنود السند، ووصلت الأخبار إلى الحجاج أن النساء المسلمات والجنود العرب مسجونين في سجن الديبل، ولا يريد ملك السند الإفراج عنهم عنادًا للعرب، وهنا كانت الأسباب تلح على الحجاج في إرسال جيش كبير لفتح تلك البلاد التي كان قراصنتها يضايقون السفن العربية التجارية المارة بين موانئ البلاد العربية وموانئ بلاد الهند.

وبالفعل قرر الحجاج فتح بلاد السند كلها، وقد وقع إختياره على محمد بن القاسم الثقفي ليقود جيش المسلمين، وجهزه بكل ما يحتاج إليه في ميدان القتال، وتحرك البطل محمد بن القاسم بجيشه المكون من ستة آلاف مقاتل من العراق إلى الشيراز في سنة 90هـ، وهناك إنضم إليه ستة آلاف من الجند، وبعد ذلك إتجه نحو بلاد السند، فبدأ بفتح مدينة بعد مدينة لمدة سنتين، حتى التقى جيش المسلمين بقيادته مع الجيش السندي بقيادة الملك داهر، في معركة دامية مصيرية سنة 92هـ، وكان النصر للحق على الباطل، فقد إنتصر المسلمون على المشركين، وقتل ملك السند في الميدان، واستمر محمد بن القاسم في فتوحاته لبقية أجزاء بلاد السند حتى إنتهى منها سنة 96هـ، وبذلك قامت أول دولة إسلامية في بلاد السند والبنجاب أي بلاد باكستان الحالية.

¤ من صفاته:

وكان محمد بن القاسم راجح الميزان في التفكير والتدبير، وفي العدل والكرم، إذا قورن بكثير من الأبطال، وهم لا يكادون يبلغون مداه في الفروسية والبطولة، ولقد شهد له بذلك الأصدقاء والأعداء.

ولم تجتمع أخبار محمد بن القاسم المتفرقة إلى زمن قريب في كتاب، اللهم إلا على شكل مقال أو قصة، ولاسيما قصة بطل السند للأستاذ محمد عبد الغني حسن، وقد إستفدت منها بأخذ بعض المعلومات التي تتعلق بحياته قبل فتح بلاد السند عند كتابة هذا المقال، حتى شاء الله أن تكون من نصيبي كتابة تاريخ كامل مفصل لبلاد السند والبنجاب في عهد العرب، في القرون الأربعة الأولى للهجرة، من صدر الإسلام إلى أواخر العصر العباسي، وفي هذا الكتاب يوجد باب مستقل يحتوي على أخبار فتوحات محمد بن القاسم في بلاد السند والبنجاب وأعماله المجيدة لخدمة الإسلام، كما أنني أوضحت الأسباب السياسية التي أدت إلى قتله نتيجة لنزوات الأحقاد، وبذلك خسر العالم الإسلامي والعربي فاتحًا عظيمًا.

¤ نهايته المحزنة:

ثم لما كان محمد بن القاسم يفكر في أن يتوجه بجيش الفتح إلى حدود بلاد الهند، وصله أمر الخليفة الجديد سليمان بن عبد الملك للتوجه إلى العراق، فرضخ الشاب المؤمن لقضاء الله، وهو يعلم أن مصيره الهلاك، لا لذنب إقترفه ولكن لسوء حظ وقع فيه، بسبب بعض تصرفات سياسية من قريبه الحجاج، وإستعد الفتى الحزين للسفر، فخرجت الجموع الحاشدة لتوديعه باكية حزينة، لم يكن العرب وحدهم يبكون على مصيره، بل أهل السند من المسلمين، وحتى البرهميين والبوذيين، كانون يذرفون الدموع الغزيرة، ويرجونه أن يبقى في بلاد السند، وسوف يقفون خلفه إذا دق الخطر بابه، ولكن نفسه الأبية رفضت مخالفة أمر الخليفة.

ووصل محمد بن القاسم إلى العراق، فأرسله والي العراق صالح بن عبد الرحمن مقيدًا بالسلاسل إلى سجن مدينة واسط بسبب عداوته للحجاج، وهناك عذبه شهورًا بشتى أنواع التعذيب حتى مات البطل الفاتح... في سنة 95 للهجرة.

إن البطل محمد بن القاسم الثقفي فاتح بلاد السند، يعتبر من أعظم الأبطال في التاريخ الإسلامي، إنه بطل بما تحمله كلمة البطولة من معانٍ، وقد أودع الله بين جنبيه نفسًا بعيدة المطامح لخدمة الإسلام. وبلاد السند والبنجاب التي فتحها البطل محمد بن القاسم هي بلاد باكستان الحاضرة من أكبر البلاد الإسلامية، وتاريخها جزء عزيز من التاريخ الإسلامي الكبير، ويعتبر محمد بن القاسم الثقفي مؤسسًا لأول دولة إسلامية في الهند، ولذلك يبقى اسمه شامخًا في سجل الفاتحين الأبطال.

المصدر: موقع البوابة الدينية.